للقهوة الكثير من الفوائد الصحية التي قد لا تكون على دراية بها. حيث ترتبط القهوة والقلب وبأداءه الصحي ارتباطاً وثيقاً، بسبب حمض الكلوروجينيك الموجود في حبوب البن، مما يساعد على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. تحتوي القهوة أيضًا على مضادات الأكسدة والكافيين، وكلاهما يعززان من وظائف المخ.
لطالما تم استخدام القهوة لعدة قرون كمنشط، ومن المعروف أيضًا أن لها بعض الفوائد الصحية. وخلال السنوات الأخيرة، نمت شعبية القهوة حيث أصبح الناس في جميع أنحاء العالم أكثر وعيًا بفوائدها الصحية المحتملة. لا يزال العلماء يبحثون عن ارتباط تناول كميات منتظمة من القهوة والقلب، وكيفية تأثيرها على صحة القلب، وفيما يلي سوف نستكشف ما هو معروف بالفعل عن علاقة القهوة والقلب وأداءه الصحي من خلال استعراض أهم الدراسات العلمية التي تناولت الموضوع..
ماهو قصور القلب؟
يحدث «قصور القلب» عندما يفشل في إمداد خلايا الجسم بالدم الكافي للحصول على الأكسجين اللازم للحفاظ على عمل الجسم بشكل صحيح. ويعاني الأشخاص المصابون بقصور القلب من التعب وضيق التنفس ويواجهون صعوبة في المشي أو صعود السلالم أو الأنشطة اليومية الأخرى، حسبما أفادت به شبكة سي إن إن
القهوة والقلب في ضوء الدراسات العلمية
أظهرت العديد من الدراسات التي تناولت دراسة العلاقة بين القهوة والقلب، والتي قامت بتحليلها «جمعية القلب الأميركية» أن شرب كوب واحد أو أكثر يومياً من القهوة السوداء (من دون حليب) يحتوي على الكافيين الذي يخفض خطر الإصابة بفشل القلب على المدى الطويل، وفقاً لثلاث دراسات رئيسية تستخدم أدوات تحليلية لمراجعة بيانات النظام الغذائي. ولم تشمل هذه الفائدة القهوة من دون الكافيين. ولكن عكس ذلك؛ وجد التحليل ارتباطاً بين القهوة من دون الكافيين وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب.
وقالت اختصاصية التغذية، أ.بيني كريس إثيرتون، الرئيسة السابقة لـ«لجنة القيادة» بـ«مجلس نمط الحياة وصحة القلب» في «جمعية القلب الأميركية»، في بيان إنها لم تشارك في البحث، وإنه “رغم عدم قدرتنا على إثبات العلاقة السببية، فمن المثير للاهتمام أن الدراسات الثلاث تشير إلى أن شرب القهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب، وأن القهوة يمكن أن تكون جزءاً من نمط غذائي صحي إذا استهلكت من دون سكر مضاف أو منتجات ألبان غنية بالدهون مثل الكريم”.
وذكرت دراسة في شبكة «AHA Journal»، عن «معهد فرامنغهام للقلب»، بولاية ماساتشوستس الأميركية، أنها تابعت المعلومات الغذائية لأكثر من 5000 شخص لا يعانون من أمراض القلب المشخصة لمدة 72 عاماً على مدار 3 أجيال وشملت هؤلاء الأشخاص وذريتهم. وأيضاً قدمت الدراسة معلومات غذائية عن أكثر من 21 ألف بالغ أميركي، وشملت الدراسة الجديدة ومدتها 10 سنوات، أحدث الأدوات التحليلية من «منصة الطب الدقيق» التابعة لـ«جمعية القلب الأميركية»، لمقارنة بيانات «فرامنغهام» بدراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات، ودراسة طولية ومتعددة المواقع وعرقية، ودراسة عن صحة القلب والأوعية الدموية، ودراسة مطولة عن مخاطر القلب لدى الأشخاص فوق 65 عاماً.
وأظهر التحليل أن خطر الإصابة بفشل القلب بمرور الوقت انخفض بنسبة تتراوح بين 5 و12 في المائة لكل فنجان قهوة يتم تناوله يومياً في دراسات «فرامنغهام» على القهوة وصحة القلب والأوعية الدموية، مقارنة مع الأشخاص الذين لم يشربوا القهوة، وأيضاً وجد التحليل أن خطر الإصابة بقصور القلب ظل كما هو في حال عدم شرب القهوة أو كوب واحد يومياً في دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات. ولكن عندما يشرب الناس فنجانين أو أكثر من القهوة في اليوم، ينخفض الخطر بنحو 30 في المائة.
قال الدكتور ديفيد كاو، مدير «مركز كولورادو للطب الشخصي» في كلية الطب بجامعة كولورادو في أورورا: “كان الارتباط بين الكافيين والحد من أخطار قصور القلب مفاجئاً”. وأضاف كاو: «غالباً ما يعدّ عامة الناس أن القهوة والكافايين ضاران بالقلب؛ لأن الناس يربطونهما بخفقان القلب وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك. العلاقة الثابتة بين زيادة استهلاك الكافيين وتقليل خطر الإصابة بقصور القلب، تقلب هذا الافتراض رأساً على عقب» .
تحذيرات ذات صلة
تحذر «جمعية القلب الأميركية» من أن كثيراً من الناس يضيفون منتجات الألبان والسكريات والنكهات والألبان التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر والدهون المضافة مع فنجان القهوة السوداء، وأن هذا قد يؤدي إلى تقليل أي فوائد لصحة القلب. وأيضاً تجرى معظم الدراسات على فنجان قهوة يبلغ حجمه 8 أونصات فقط، وكوب «غراند» القياسي في المقهى هو ضعف ذلك 16 أونصة.
العلاقة بين طريقة تحضير القهوة والقلب
إن طريقة تحضير قهوتك لها أيضاً عواقب صحية. على عكس ماكينات صنع القهوة المفلترة، فلقد أخفقت آلة الضغط الفرنسية أو القهوة التركية أو القهوة المغلية المشهورة في الدول الاسكندنافية في التقاط مركب يسمى «كافستول» في الجزء الدهني من القهوة، الذي يزيد من نسبة الكولسترول الضار (البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة).
خطورة الإفراط في تناول الكافيين
وأظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الكافيين يمكن أن يكون خطيراً إذا جرى تناوله بإفراط لدى بعض الأشخاص. وارتبطت المستويات العالية من استهلاك القهوة (أكثر من 4 أكواب) أثناء الحمل بانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة والإملاص (ولادة جنين ميت). بالنسبة للنساء اللاتي لديهن احتمالية أكبر لكسور العظام، فإن القهوة تزيد من هذا الخطر؛ ولم يكن الشيء نفسه ينطبق على الرجال.
واقترحت الدراسات السابقة أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النوم أو مرض السكري غير المنضبط، يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل إضافة الكافيين إلى وجباتهم الغذائية. وبالطبع، لا تنطبق هذه الفوائد على الأطفال؛ ووفقاً لـ«الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» يجب على الأطفال والمراهقين عدم شرب الكولا أو القهوة أو مشروبات الطاقة أو غيرها من المشروبات بأي كمية من الكافيين.
وفي ختام التقرير، قالت كريس إثيرتون إن المحصلة النهائية أن «تناول القهوة باعتدال في جزء من نمط غذائي صحي للقلب، يفي بالتوصيات الخاصة بالفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم، والتي تحتوي أيضاً على نسبة منخفضة من الصوديوم والدهون المشبعة والسكريات المضافة. وأضافت: “من المهم أيضاً أن تدرك أن الكافيين منبه، وأن الإفراط في تناوله قد يسبب التوتر ومشاكل في النوم”
كما قد يحسن الكافيين الأداء الرياضي لأنه يزيد من اليقظة عندما تحتاج إليها أثناء جلسات التدريب أو المنافسات. بشكل عام، هذه بعض الأسباب العظيمة التي تجعل الناس يستمتعون بأكواب القهوة بشكل يومي.
كمية الكافيين الموصى بها لضمان صحة القلب
يختلف المقدار اعتمادًا على العديد من العوامل بما في ذلك العمر والجنس والوزن ومستويات التوتر والحالات الطبية. على سبيل المثال: يمكن للبالغين تناول ما يصل إلى 400 مجم وفقًا لجمعية الحمية الأمريكية؛ ومع ذلك، يجب ألا تتجاوز المرأة الحامل 200 مجم في اليوم. وللاستفادة من مشروب القهوة بشكل أكثر فعالية، تأكد من مراقبة كمية الكافيين الموجودة فيه حتى تضمن الاستفادة الكاملة.