ستاربكس في سان فرانسيسكو ، كاليفورنيا.

يعود تاريخ هذا المقهى الذي يملك فروعاً في جميع أنحاء العالم إلى عام 1971 حين تم افتتاح أول مقهى يقدم قهوة ستاربكس، فقد كانت الشركة عبارة عن متجر واحد في سوق بايك بليس التاريخي في مدينة سياتل، فمن واجهة دكان ضيقة وبسيطة، قدمت شركة قهوة ستاربكس أجود أنواع حبوب القهوة الكاملة المحمصة والطازجة. كما تُعرف مختلف أنواع قهوة ستاربكس التي ،سنتطرق إليها في هذا المقال بأنها أكثر مشروبات القهوة شهرة في العالم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن اسم قهوة ستاربكس مستوحى من رواية موبي ديك، ليذكرنا بالرواية التي تجري أحداثها في أعالي البحار، وبتقاليد الملاحة لتجار القهوة الأوائل.

قهوة ستاربكس.. من متجر صغير إلى العالمية

وفي عام 1981، دخل هاورد شولتز (رئيس مجلس إدارة ستاربكس الحالي، والمدير التنفيذي) إلى متجر قهوة ستاربكس للمرة الأولى، ومنذ أول كوب له من قهوة سومطرة، أصبح هاورد مشدودًا لستاربكس، وكان حينها يعمل كمسؤول مبيعات في شركة تبيع منتجات بلاستيكية، وكان ضمن هذه المنتجات ” فلتر بلاستيكي” يتم وضعه في أعلى ترمس القهوة لكي يقوم بفصل حبوب القهوة عن مشروبها .وقد لفت انتباه هوارد أن هناك شركة صغيرة في مدينة “سياتل” تقوم بشراء كميات كبيرة من ماكينات القهوة من شركته التي يعمل بها، هذه الشركة الصغيرة كانت تبيع حبوب القهوة والبهار والشاي ولوازم هذه الأشياء من آلات إعداد تحميص وتجهيز القهوة وغيرها، وكان اسم هذه الشركة هو “ستاربكس كوفي، تي، اند سبايسيس”.

فنجان قهوة ستاربكس على طاولة خشبية.
فنجان قهوة ستاربكس على طاولة خشبية.

وكانت هذه الشركة تهتم بشكل كبير بفنون إعداد مشروب القهوة من بدايته لنهايته، وقد دفع فضول هوارد لمعرفة السبب وراء اهتمامهم الشديد بفنون إعداد القهوة، خاصة أن الحصول على مشروب القهوة آنَذاك كان سهلاً جداً. وبتكلفة متدنية للغاية، قرر هوارد السفر من أجل الذهاب إلى الشركة لمعرفة السبب، وحينما وصل إلى الشركة وجدها مقر صغير في سوق قديم، حيث كانت ستاربكس تبيع حبوب القهوة مع آلات تجهيز مشروبها، ولم تكن تبيع مشروبات القهوة والمشروبات الأخرى مثل الآن.

فكرة موظف طموح

قابل هاورد مؤسسي شركة ستاربكس وهما (جيري بالدوين وجوردن بوكر) وتناول قهوة ستاربكس معهما، وحينها أدرك أنه يريد أن يعمل مدير تسويق لهذه الشركة، واقنع مؤسسيها بهذه الفكرة بعد جهد كبير استمر عاماً كاملاً، وعندما قام مؤسسي محلات ستاربكس بافتتاح فرعهما السادس الذي كان خارج مدينة ستايل، وافقوا على قبول هوارد كموظف لديهم في التسويق وكان عمره حينَذاك 29 عاماً. واضطر هوارد إلى ترك نيويورك والانتقال إلى مدينة سياتل للعمل هناك، وكانت فكرته تتمثل في جعل ستاربكس منتشرة في جميع الدول، بحيث يكون غرضها بيع حبوب القهوة لعشاقها ثم القيام بطحنها وشربها بعد ذلك.

وسافر هوارد إلى ايطاليا تحديداً في مدينة ميلان الإيطالية في ربيع عام 1983 لشراء مستلزمات خاصة لستاربكس، وهناك شاهد شوارع ايطاليا مزدحمة بالمقاهي الإيطالية الممتلئة بروادها الذين يقومون بتناول أنواع القهوة المختلفة، ودخل إلى مقهى من هذه المقاهي وتناول القهوة الاسبريسو لأول مرة، وفي هذا الوقت جَاءَتْهُ الفكرة وهي أن تقدم ستاربكس حبوب قهوة مميزة لكل عشاقها، والمشكلة هنا كانت تكمن فقط في صعوبة التمييز بين الأنواع المختلفة من القهوة، وكذلك بين أنواع التحميص المختلفة.

من حبوب البن إلى القهوة الجاهزة؛ تطويرات هوارد لقهوة ستاربكس

وهنا أدرك هوارد أنه ينبغي تحويل ستاربكس لمقهى يبيع مشروب القهوة، فهذه هي الوسيلة المميزة التي تساعده على الانتشار، فبدلاً من أن تكون ستاربكس مجرد محلات لبيع حبوب القهوة وأدوات طحنها ويقوم محبو القهوة بطحنها وإعدادها في المنزل، يمكن لستاربكس أن تصبح المكان الذي يلجأ إليه الزوار لتناول مشروب ساخن بنكهة مميزة، بالإضافة إلى قضاء وقت رائع خارج المنزل مثل المقهى الإيطالي الذي مكث فيه لبعض الوقت وقام بشرب القهوة.

واستطاع هوارد بعد عودته من ايطاليا أن يقنع مؤسسي شركة ستاربكس بهذا الأمر بعد جهد مضني استمر قرابة عام، وافتتح الفرع السادس لستاربكس بعد وضع ماكينة الاسبريسو فيه في ابريل 1984، وبعد مرور شهرين على الافتتاح كان متوسط عدد زوار الفرع 800 عميل في هذا الوقت، ورغم ذلك إلا أن الشركاء أصروا على عملهم في مجال تحميص الحبوب وبيعها.

فنجان قهوة ستاربكس محاط بحبوب القهوة.
فنجان قهوة ستاربكس محاط بحبوب القهوة.

واستقال هوارد من عمله لدى ستاربكس في عام 1986، وأسس شركة خاصة به سماها “جيورنالي Giornale”، وهذه الشركة تخصصت في تقديم القهوة الاسبريسو وكانت في مدينة سياتل ايضاً في أعلى ناطحة سحاب. لم يكن باستطاعة هوارد افتتاح هذه الشركة لأنه لا يملك المبلغ الكافي لافتتاحها، ولكن مؤسسي ستاربكس قرروا المساهمة معه وأعطوه المال، وحصل كذلك نظير الإعجاب بفكرته واستعداده للمغامرة بها على مائة ألف دولار من أحد المستثمرين.

العودة إلى ستاربكس

وفي عام 1987، قرر مؤسسي محلات ستاربكس بيع شركتهم للدخول في نشاط تجاري آخر غيرها، وبحلول هذا الوقت كانت شركة هوارد رائجة للغاية وافتتح ثلاثة فروع لها، وقام بالاستحواذ على شركة ستاربكس ولكنه فعل ذلك بمساعدة مجموعة من المستثمرين، حيث استطاع من خلالهم أن يجمع 3.8 مليون دولار لشراء جميع فروع ستاربكس وكذلك قام بشراء مصنع التحميص الخاص بهم.

قهوة جيورنالي أم قهوة ستاربكس

كان الأمر الأصعب هو أن يختار هوارد واحداً من الأسمين، أما جيورنالي أو ستاربكس بحكم شهرته، وكان رواده يجدون صعوبة بالغة في نطق اسم جيورنالي، والبعض الآخر منهم يشتكي من صعوبة كتابة الاسم بشكله الصحيح، ولذا قرر هوارد حينها أن يستخدم اسم ستاربكس نظراً لسهولة نطقه وكتابته.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هوارد كان خبيراً في مجال الفرنشايز ويعرف جيداً كيفية حماية الاسم التجاري لشركته وكذلك نوعية الخدمة المقدمة فيها، ويجيد التعامل مع زواره بمختلف السبل التي ترضيهم بجانب تقديمه خدمة موحدة لزواره في جميع فروع ستاربكس، بالإضافة إلى حرصه الشديد على التوسع وفتح فروع جديدة في كل مكان، ولولا نظرته الثاقبة وإدارته الرائعة ما وصلت سلسلة محلات ستاربكس لما هي عليه اليوم من نجاح باهر وشهرة واسعة .

فمنذ البداية، وقهوة ستاربكس تسعى لتكون شركةً مختلفةً من نوعها، إذ أنها لا تقدم القهوة بطريقة رائعة وجذابة فقط، بل تتبع التقاليد الثرية، وتخلق أيضًا شعورًا بالتواصل مع كل فنجان، فمهمة ستاربكس تتمثل في إلهام وتغذية الروح الإنسانية: شخص واحد، كوب واحد وحي واحد ملئ بالدفء. حيث يقوم العمل في ستاربكس على أساس استيراد حبوب القهوة الكاملة عالية الجودة وتحميصها، وقد أصبحت مقاهي ستاربكس منارةً لمحبي القهوة في كل مكان.

ستاربكس لديها مجموعة متنوعة من المشروبات على خلفية بنية.
مجموعة متنوعة من مشروبات ستاربكس

2- بعض أنواع قهوة ستاربكس:

إليك بعض أنواع القهوة التي قد تجدها في قائمة قهوة ستاربكس. يجدر بالذكر أنه قد تختلف قائمة
المشروبات من فرع إلى آخر وتختلف أيضا حسب الموسم والبلد. إذا كنت تبحث عن تجربة متنوعة من القهوة، فستجد الكثير من الخيارات المتاحة في قائمة قهوة ستاربكس. يمكنك الاستمتاع بالقهوة الساخنة أو الباردة، والقهوة المحمصة الغامقة أو الخفيفة، والقهوة المخلوطة بالحليب أو القهوة السوداء النقية. ومن بين الأنواع الشائعة التي قد تجدها في القائمة:

  • موكا بالشوكولاتة البيضاء: اسبرسو مع نكهة شوكولاته بيضاء وحليب مبخر، تعلوه كريمة مخفوقة.
  • كافيه أمريكانو: اسبرسو مع ماء ساخن لإضفاء طبقة خفيفة من الكريمة.
  • كراميل ماكياتو مثلج: اسبرسو ممزوج مع نكهة ڤانيلا، حليب وصلصة كاراميل مع ثلج.
  • كابتشينو: وهو مكون من طبقات متساوية من الإسبريسو والحليب الرغوي والحليب الساخن.
  • فرابوتشينو دبل كراميل: كاراميل ممزوج مع قهوة وحليب مخفوق مع ثلج ويزين بكريمة مخفوقة وصلصة كاراميل إضافية. منعش في الجو الحار.
  • دبل شوت إسبرسو ساخن: يحضر من الإسبرسو المركز والغني مع قليل من الحليب المحلى.
  • كافيه لاتيه: اسبرسو محضر بحبوب بن داكنة ومتوازن النكهة مع حليب مطهو على البخار، يعلوه طبقة خفيفة من الرغوة. مثالي لإستعادة كامل النشاط والحيوية.

وتهدف شركة قهوة ستاربكس إلى إرساء حالة من الولاء لدى زبنائها، من خلال إدراكهم أنه بإمكانهم أن يثقوا بجودة خدمتها دائماً، من لقاءٍ مليءٍ بالترحيب، إلى كوبٍ رائع من القهوة المحمصة، والمطحونة بأيدٍ خبيرة لتعطي نكهة غنية في كل مرة. فستاربكس ليست مجرد مقهى شغوف بالقهوة عالية الجودة، ولكنها تقدم تجربة متكاملة وممتعة في المقهى. كما توفر مجموعة مختارة من الشاي الفاخر، والمخبوزات الرائعة، وغيرها من الأطعمة الشهية لإرضاء جميع الأذواق، وحتى الموسيقى التي تسمعها في المقهى تم اختيارها لتكمل هذه التجربة.

مواضيع ذات صلة