في البداية نعرف جميعاً أن القهوة تُصنع من حبوب البن المحمصة، وتعتبر القهوة البرازيلية من أجود أنواع القهوة المنتشرة حول العالم. حيث أنها تُصنع من حبوب أرابيكا، والتي تمثل أكثر من 60٪ من إجمالي الإنتاج العالمي. وتشير أغلب الدراسات إلى أنه في عام 2050، سيمثل محصول القهوة البرازيلية حوالي 75 مليون كيس قهوة سنويًا، وهو ما يعادل 14٪ من السوق العالمية تقريباً. إلا أن هذه النتائج المتوقعة قد لا تتحقق، ويرجع السبب في ذلك إلى حالة الجفاف التي انتشرت في بعض مناطق زراعة القهوة في البرازيل، وهو ما تسبب في خسائر كبيرة لسوق البن البرازيلي. فما هي القهوة البرازيلية؟ وماهي أنواع البن البرازيلي؟
ما هي أنواع البن البرازيلي؟
هناك ثلاثة تصنيفات رئيسية للقهوة البرازيلية (وهي روبوستا وأرابيكا):
- القهوة الطبيعية (حيث يتم تجفيف القهوة في شكلها الطبيعي)
- حبوب القهوة
- القهوة مع العسل. يُصنع هذا النوع من خلال مرحلة تخمير ثانية يتم خلالها إضافة العسل إلى سائل اللب المغلي، لإنتاج نكهات حلوة يفضلها العديد من المستهلكين على المرارة التقليدية. وقد اخترع أنجيلو موريوندو أحد أساليب التخمير الأكثر تميزًا في البرازيل – وهو الإسبريسو.
ما الذي يميز البن البرازيلي عن الأنواع الأخرى؟
تتميز القهوة البرازيلية عن غيرها من أنواع القهوة الأخرى المتواجدة حول العالم، وفيما يلي سنحاول الإشارة إلى بعض هذه المميزات:
- القهوة البرازيلية عادة ما تكون أقل حموضة ولذيذة أكثر من الأصناف الأخرى
- تنتج البرازيل أكبر قدر من القهوة في العالم، وتأتي آسيا في المرتبة الثاني
إلا أن صناعة القهوة البرازيلية عرفت الكثير من التحديات في الآونة الأخيرة، حيث تؤثر ظروف الجفاف على محصول القهوة البرازيلية منذ عدة سنوات. في عام 2014 تسبب الجفاف في خسائر فادحة في محصول البلاد. تتنبأ تقديرات منظمة القهوة الدولية بأن محصول القهوة البرازيلية هذا العام قد يكون أقل بنسبة تصل إلى 50٪ بسبب الظروف الجوية الجافة خلال فترات الإزهار.
كيف يمكننا مساعدة هؤلاء المزارعين؟ هناك العديد من الطرق التي يريد الناس أن يساعدوا بها هؤلاء المزارعين:
- التبرع بالمال أو حبوب البن.
- عرائض التوقيع
- المشاركة في حملات مثل One Day Without Coffee
كيف يؤثر تغير المناخ على محصول القهوة؟
يمكن أن تدمر الظواهر المناخية الحادة مثل موجات الحرارة أو الجفاف النباتات بشكل كبير لأنها تؤثر على نموها وتطور أزهارها؛ كما يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى خسارة في مستويات الإنتاجية قد تصل إلى 50٪.
الجفاف في البرازيل وتأثيراته على محصول القهوة البرازيلية
تجدر بنا الإشارة إلى أن ناتج محصول القهوة البرازيلية هو ثاني أكبر محصول للقهوة في العالم. وخلال السنوات الأخيرة، كان للجفاف تأثير سلبي على الإنتاج وزيادة أسعار حبوب البن لأن الكثير من الزراعة البرازيلية تتم في المناطق التي أصبحت تعتبر شبه قاحلة أو معرضة للجفاف.
- ارتفع متوسط سعر الجملة لحبوب القهوة من دولار واحد للرطل إلى 2 دولار للرطل في ستة أشهر
- تأثرت 38٪ من مزارع البن البرازيلية بهذا الجفاف ، مما يعني أن إنتاج هذه المزارع سيكون أقل
- تؤثر الجفاف على 60٪ من مطاحن البن مما يعني أن نوعية وكمية حبوب القهوة ستكون أقل.
وقد أعلنت الحكومة البرازيلية عن خطط لمساعدة المزارعين بإعانات استخدام المياه وكذلك أموال الطوارئ من أجل مكافحة “آثار تغير المناخ“. ولا يبدو هذا كحل لأنه لا يعالج المشكلة الأساسية المتمثلة في الاحتباس الحراري. فيما يحتاج المزارعون إلى أكثر من المال من الحكومة إذا كانوا سينجون من هذا الجفاف ويستثمرون في زراعة محاصيل جديدة يمكنها تحمل هذه المناخات المتغيرة.
ما هي آثار الجفاف في البرازيل على البن البرازيلي؟
مبدئياً كيف تتم زراعة القهوة؟
تعمل مزرعة البن على دورة مدتها ثلاث سنوات. بعد عام واحد من الحصاد، ستنتج أشجار البن ثلثي حبوب أقل مما كانت عليه في العام السابق ويتم استهلاك جميع العناصر الغذائية المخزنة فيها؛ بعد عام آخر، لن يكون هناك سوى ثلثي عدد براعم حبوب القهوة الجديدة التي تخرج من الأغصان حيث تنمو من الخشب القديم الذي يقاوم النمل الأبيض أو الآفات الأخرى. وهذا يعني أن الوقت قد حان لإعادة الزراعة للموسم المقبل، إلا عندما يكون هطول الأمطار نادرًا، في هذه الحالة يمكن للنباتات بالكاد البقاء على قيد الحياة لأن نقص المياه يعيق نمو الجذور. وتحتاج نباتات القهوة إلى الكثير من الرطوبة طوال دورة حياتها الطبيعية.
لقد أثر الجفاف البرازيلي على الكثير من المحاصيل: فقد انخفض فول الصويا بنسبة 44٪ وإنتاج الذرة بنسبة 24٪. لكن مزارعي البن يواجهون أوقاتًا أكثر صعوبة سواء بسبب الجفاف وقلة المحاصيل، أو بسبب انخفاض الأسعار
كيف يؤثر الجفاف في البرازيل على القهوة حول العالم؟
في البرازيل، القهوة هي صناعة تبلغ قيمتها 21 مليار دولار ويعمل بها أكثر من مليون شخص. يؤدي المناخ الجاف في البلاد ونقص المياه إلى صعوبة الري في العديد من المناطق، لذلك يمكن أن يكون الجفاف مدمرًا لمحصول القهوة البرازيلية. في عام 2016، عانى محصول البن البرازيلي بشكل كبير من فترات طويلة دون هطول أمطار خلال موسم الإزهار مما أثر على كل من محصول الحبوب وجودتها.
ينتج المزارعون غلة عالية (مما يعني المزيد من الربح)، ولكنهم ينتجون أيضًا حبوبًا لذيذة بنكهات معقدة مثل الشوكولاتة أو البندق لأغراض التحميص. لكن كانت حالة الجفاف هذه بمثابة ضربة قاسية بشكل خاص لأنها حدثت بعد فشل كبير في الحصاد بسبب الصقيع الذي دمر المحاصيل في حوالي عام 2013
محصول القهوة البرازيلية حول العالم
البرازيل هي أكبر مصدر للبن في العالم ويأتي حوالي ثلث إمدادات العالم من القهوة من محصول القهوة البرازيلية. وبالتالي فقد تسبب الجفاف في البرازيل في حدوث نقص في السوق العالمية، مما يعني ارتفاع الأسعار بشكل كبير. قال الدكتور دانيال سومنر، الخبير الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا في ديفيس والمتخصص في الأسواق الزراعية والتجارة مع العالم النامي: “أصبحت موجات الجفاف أكثر تواترًا وشدة بسبب تغير المناخ”.
ويمكن أن تعزى زيادة أسعار القهوة إلى عاملين رئيسيين:
- نقص الإمدادات في جميع أنحاء العالم بسبب حالات الجفاف مثل هذه في البرازيل، وهو ما يقلل من إمدادات البن المتاحة للتصدير
- عندما يزداد الطلب في مكان آخر (أي أوروبا) بسبب ارتفاع الأسعار أو لأسباب أخرى ترتفع تكاليف الإنتاج حسب حاجة المزارعين