الشاي المغربي هو شاي نادر وغريب لا يشبه أي شاي آخر تذوقته من قبل. ذلك لأن الشاي المغربي له نكهة خاصة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر في العالم. إذا كنت ترغب في الحصول على هذا النوع من الشاي، سيتعين عليك التوجه إلى المغرب لتجربة مذاق كوبًا من الشاي المغربي الأصيل، لكن لا تقلق، حيث سنرشدك إلى طريقة تحضيره في بيتك، كما سنخبرك بكل شيء يمكن معرفته عن الشاي المغربي وكيف يختلف مذاقه عن جميع أنواع الشاي الأخرى.
الشاي المغربي وطريقة التحضير
الشاي المغربي مشروب غني ولذيذ موجود منذ قرون. إنه مصنوع من الشاي الأخضر والسكر والأعشاب مثل النعناع والشيبة، والتوابل مثل القرفة والهيل. أشهر نكهات هذا النوع من الشاي هي: شاي النعناع، شاي الزنجبيل، شاي القرنفل، شاي اللويزة وشاي الشيبة. ونلاحظ أن لدى المغاربة مجموعة متنوعة من الطرق المختلفة لصنع مشروبهم المميز أيضًا. يستمتعون به ساخنًا أو باردًا مثل لاتيه مثلج أو في العديد من التركيبات الفريدة الأخرى.
طريقة التحضير
تبدأ عملية تحضير الشاي المغربي بغليان الماء قليلاً، ثم إضافة أوراق الشاي الأخضر إلى القدر لمدة خمس دقائق أو حتى يتحول السائل إلى لون زيتوني قاتم. بعد ذلك، يضاف السكر إلى الخليط مع بعض أوراق النعناع أو اللويزة أو الشيبة، بالإضافة إلى بعض التوابل مثل جذر الزنجبيل الطازج أو حبات الهال.
يمكن الاستمتاع بالشاي المغربي طوال اليوم بفضل خصائصه المنشطة التي تأتي من مستويات عالية من الكافيين، تقريبًا مثل القهوة ولكن بدون أي حموضة. كما أنه غني بمضادات الأكسدة، لذا فهو لا يتميز فقط بمذاقه الرائع والفريد، ولكنه يجعلك أكثر صحة أيضًا من خلال العديد من الفوائد.
ويبدأ صنع الشاي المغربي بأوراق النعناع الطازجة والشاي الأخضر أو الأسود (على الرغم من إضافة مكونات أخرى في بعض الأحيان). المشروب الناتج له نكهة خاصة ويشعر بالانتعاش في الأيام الحارة بسبب التوابل المستخدمة في صنعه مثل جذر الزنجبيل، وأحيانًا القرفة.
نظرًا لشعبية الشاي المغربي طوال القرون الماضية وحتى الآن، يتم تقديمه في العديد من المطاعم أو المقاهي في المغرب وكذلك في بعض الأماكن خارج البلاد التي تضم أعدادًا كبيرة من المغاربة الذين يرغبون في الاستمتاع بمشروبهم المفضل. يكون مذاقه أفضل عند تقديمه باردًا خلال أشهر الصيف ولكن يمكن أيضًا الاستمتاع به ساخنًا في الأيام الباردة!
الشاي المغربي في الثقافة والتقاليد
الشاي المغربي، أو “الأتاي” كما هو معروف في المغرب، له تاريخ طويل يعود إلى القرن الحادي عشر مما يجعله أحد أقدم المشروبات التي لا تزال تُستهلك حتى اليوم – حتى أن هناك سجلات تُظهر أن الناس شربوا هذا المشروب منذ أكثر من 1500 عام! ويمكن أن تكون طريقة صنع الشاي المغربي قد تغيرت بمرور الوقت، إلا أنه يظل جزءًا مهمًا من الحياة اليومية في جميع أنحاء شمال إفريقيا بفضل أهميته الثقافية بشكل أساسي.
في حين أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين ما الذي أعطى المشروب بدايته منذ عدة قرون، بعض الآثار تأتي من الصين والهند القديمة بينما يشير البعض الآخر إلى استخدام مصر لأوراق الشاي الأسود حوالي 2000 قبل الميلاد. إلا أن معظم المؤرخين يتفقون على عنصرين رئيسيين هنا: الإسلام والاستعمار.
حيث تُشير أغلب الأدلة إلى أن انتشار الشاي في بلاد المغرب العربي وشمال إفريقيا يعود بالأساس إلى انتشار الإسلام والفتوحات الإسلامية التي توجهت لهذه المناطق. بمعنى آخر، فقد عرفت بلدان المغرب العربي الشاي لأول مرة في زمن المسلمين في حدود عام 800 م
الفوائد الصحية
نظراً لاحتواء الشاي المغربي على العديد من الأعشاب الضرورية لصحة الجسم، هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكنك الحصول عليها من استهلاكه، ومن بين هذه الفوائد نذكر على سبيل المثال:
- يساعد في تخفيف الوزن بشكل فعال حيث يحتوي على العديد من المكونات الطبيعية التي تساهم في زيادة معدل حرق السعرات الحرارية في الجسم
- يساعد في الحد من مشاكل ارتفاع ضغط الدم نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم ونسبة منخفضة من عنصر الصوديوم، مما يساعد في تسوية نسب تلك العناصر في الدم
- يساعد في تسهيل عمليات الهضم والحد من الإمساك ومشاكل المعدة مثل تقرحات المعدة
- يحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم مثل فيتامين ج، بالإضافة إلى المنغنيز.
- يقلل من مستويات الكوليسترول الضارة في الجسم
- يحمي الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية
- يساعد في ضبط مستويات السكر في الدم وبالتالي الحد من الاصابة بمرض السكري
- يقي من السرطان خصوصًا سرطان الثدي والبروستاتا
- يقي من ظهور علامات الشيخوخة المبكرة
- يقلل من مشاكل الجلد
- يحمي الجسم من نزلات البرد والإنفلونزا
- يحمي الكبد، ويخلص الجسم من السموم المختلفة
- يقلل من احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي البكتيري وذلك لأنه يقتل البكتيريا الضارة في الجسم
آثار الإفراط في تناول الشاي المغربي
على الرغم من الفوائد الكبيرة المرجوة من الشاي المغربي إلا أن هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند شرب الشاي، ونجد من بينها على سبيل المثال:
- الإسراف في تناول الشاي المغربي قد يؤدي الى حدوث مشاكل هضمية مثل الاسهال.
- تجنب شرب الشاي المغربي من قبل الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم.
- شربه بعد الأكل بنصف ساعة لتجنب مشاكل الهضم وحتى لا يعيق امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الطعام.
ما هي أشكال حضور الشاي في المجتمع المغربي؟
- يعتبر الشاي من المشروبات المهمة في المغرب، لذلك عادة ما يشرب أثناء الاحتفالات الدينية، والاجتماعية، ومختلف المناسبات والأفراح، وحتى في الجلسات العائلية.
- يشرب المغاربة الشاي في الغالب بالنعناع والسكر، ولكن هناك أيضًا أنواع أخرى مثل البابونج أو الزنجبيل والتي تختلف حسب المناسبة
- يفضل المغاربة تقديم الشاي أثناء الوقوف، حيث يتم صب الشاي أمام الضيوف عبر قدر مصنوع من النحاس، ويستخدم خصيصاً لتقديم مشروب “الآتاي“.
كيف يشرب المغاربة الشاي؟
يستهلك المغاربة الشاي بجانب جميع الوجبات تقريباً، حيث يعتبر ركناً أساسياً في طاولة الطعام المغربية. كما يحضر عند استقبال الضيوف أو الجلوس مع الأصدقاء.
