رجل يشرب أنواع الشاي الهندي أمام جدار أخضر.

يعود أول ظهور للشاي في الهند إلى ما يقرب من 2000 عام مضت، بحسب رواية ملحمة «رامايانا» الشهيرة. لكن لم يرد ذكر للشاي حتى وصلت «شركة الهند الشرقية» التي خصصت مساحات كبيرة من الأراضي لإنتاج هذا المشروب الساحر في عموم البلاد. لتنتشر بعدها أنواع الشاي الهندي المختلفة وفي جميع أنحاء العالم.

أنواع الشاي الهندي

الشاي مشروب شهير في جميع أنحاء العالم. نشأ في الصين وانتشر إلى العديد من البلدان بمرور الوقت. ويعتبر الشاي من أكثر المشروبات المحببة في الهند وحتى حول العالم لسبب وجيه هو أن كوبا من الشاي كفيل بأن يخلصك من إحساس التعب

تعد أنواع الشاي الهندي من الأنواع الأكثر قبولاً لدى غالبية الناس وهو شاي «ماسالا» ذو النكهة القوية والذي يجري تحضيره مع السكر والحليب وأنواع عديدة من الأعشاب والتوابل ويغلى بعدها عدة مرارا ليصبح تأثيره قويا، ناهيك عن طبيعته العطرية، اللذيذة.

وتتضمن أشهر أنواع الشاي الهندي المحلية الأنواع التالية:

شاي دارجيلنج:

يزرع هذا الشاي في المنطقة الشمالية من الهند وله نكهة مميزة للغاية. يمكن صنعه من الشاي الأسود أو الشاي الأخضر أو ​​كليهما حسب ما تفضله! يأتي أكثر أنواع هذا الشاي شعبية مع الحليب والسكر المضاف لذلك يمكن الاستمتاع به كمشروب مسائي.

أغرب أنواع الشاي الهندي؛ شاي آسام:

موطنه شمال شرق الهند، ينشأ هذا الشاي أيضًا إما من أوراق الشاي الأسود أو أوراق الشاي الأخضر التي يتم دمجها معًا أثناء الإنتاج. أحد الاختلافات الرئيسية بين شاي أسام وأنواع الشاي الهندي الأخرى هو أنها لا تحتوي على أي محليات مثل العسل أو السكر لأنها تحتوي على مادة الكافيين الطبيعية. غالبًا ما يتم تقديم هذا النوع من الشاي ساخناً لوقت الإفطار ولكن بعض الناس يستمتعون بشربه باردًا أيضًا!

شاي نيلجيري:

هو أحد أشهر أنواع الشاي الهندي الذي يأتي من تاميل نادو في جنوب الهند حيث يُزرع على ارتفاعات عالية لجعله حلوًا بشكل لطيف. ويتميز أيضًا بنكهته العطرية التي يمكنك أن تستمتع بها في أي وقت.

الشاي الهندي

شاي تيبي:

نوع من الشاي الهندي ينشأ في ولاية أندرا براديش، يتم إنتاجه باستخدام أوراق الشاي الأسود ولكن يتم تحميصه بعد الإنتاج بحيث يكون طعمه أكثر كثافة من الأنواع الأخرى.

شاي ريلينج:

نشأ هذا الشاي من منطقة دارجيلنغ، وهو “شاي أبيض” مما يعني أنه مصنوع من أوراق الشاي الأبيض فقط. ويتميز بنكهته الخفيفة.

أشهر أنواع الشاي الهندي- الشاي الكشميري

انضم الشاي الكشميري الأخضر إلى باقي أنواع الشاي الهندي الكلاسيكي ليضمن وجودا دائما على مائدة الإفطار الإنجليزي جنبا إلى جنب مع شاي «وإيرل غراي» الشهير. ويعتبر الشاي الكشميري الأخضر ذو النكهة الشراب المفضل لسكان ولايتي «جامو» و«كشمير» في أقصى شمال الهند. يجري تحضير الشاي الكشميري مع بتلات الزعفران والقرفة والهيل في غلاية خاصة تسمى «سماور»، التي وصلت لأول مرة إلى كشمير من روسيا عبر آسيا الوسطى، ويقدم مع المكسرات والسكر أو العسل. وتعتبر هذه الخلطة مفيدة ليس للهضم فحسب، بل أيضا للطقس البارد.

يتميز الشاي الكشميري بلونه الأشبه بالذهب الأحمر القريب من لون الشمس ليجعلك تشعر أنه نابض بالحياة، ناهيك عن الرائحة العطرة. فعندما ترتشف منه تشعر كأنك تسافر بعيدا. ومن التقاليد الموروثة أن هذا النوع من الشاي يجري تقديمه في أكواب عميقة. ولإعداده، هناك بعض طقوس منها أنه يجب عليك الانتظار إلى أن تظهر الفقاقيع أثناء الغلي ثم تتصاعد رائحة القرفة والهيل اللذيذة. يراعى ألا يتم تخمير أوراق الشاي لأكثر من ثلاثين ثانية، إذ إن الإفراط في التخمير يجعلها مرة. ويقال إن أوراق الشاي الكشميري جاءت إلى كشمير عبر «طريق التوابل». ويعتقد الكثيرون أنها نشأت في وادي «ياركاند» بمنطقة «شينجيانغ» الأويغورية ذاتية الحكم في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد.

في المنازل الكشميرية، يقدم ذلك الشاي الأخضر بعد الوجبات ليس لأنه يساعد في عملية الهضم فحسب، لكن أيضا لأنه يساعد على غسل الدهون، مما يجعلها إضافة مثالية لنظام غذائي لمراقبة الوزن. كما أنه يساعد على منع ترسب الكولسترول في الأوعية الدموية وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

يعد الزعفران الموجود في الشاي الكشميري مصدراً ممتازاً لفيتامين ب 12 مما يساعد على إعادة شحن نظام الدفاع عن الجسم. ويمكن أن تساعد العديد من مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي على إبقاء جسمك خالياً من أي عدوى أو مرض، خاصة خلال فصل الشتاء. كما يحظى الشاي بشعبية كبيرة في أفغانستان وبعض مناطق آسيا الوسطى في «خيبر بختونخوا» و«جيلجيت بالتستان» اللتين كانتا في وقت سابق جزءاً من كشمير الموحدة ولكن تخضعان حاليا للإدارة الباكستانية.

شاي نون من أكثر أنواع الشاي الهندي انتشاراً

من ضمن أنواع الشاي الهندي ذات الانتشار الواسع في الهند شاي «نون»، المعروف أيضا باسم شاي «شير» الذي يُعرف في الغالب بلونه الوردي وبأن موطنه «جامو» و«كشمير». يحتوي هذا الشاي ذو اللون الوردي الخاص على قوام كريمي وزبداني سميك قليلا، لكنه رقيق بما يكفي لاحتسائه بلطف. يُصنع هذا الشاي عن طريق تخمير أوراق الشاي حتى الوصول إلى اللون الوردي الفاتح، وعادة ما يقدم هذا الشاي مضافا إليه الحليب والملح.

يكتسب شاي «نون» لونه من إضافة قليل من صودا الخبز المعروفة بتفاعلها مع الشاي وتحولها إلى اللون القرمزي الأحمر. وتضاف صودا الخبز أثناء تخمير الشاي ليتحول إلى سائل أحمر ثم إلى شاي وردي جميل اللون عند إضافة الحليب. وتتميز أوراق هذا النوع من الشاي بطولها الذي يقارب الشاي الصيني الأسود. ويستخدم بعض الناس أوراق الشاي الأخضر العادية لصنع شاي «النون». ويضاف الملح دائماً إلى الشاي، خاصة ملح البحر بدلاً من السكر. وتعني كلمة «نون» الملح باللغة الكشميرية. ومع الملح، يمكن إضافة بعض المكسرات مثل اللوز والفستق.

شاي نون- أنواع الشاي الهندي

الجدير بالذكر أن هذا النوع من الشاي يعد من التقاليد الكشميرية، ويتناوله غالبية الناس ما بين مرتين إلى ثلاث مرات يومياً مع الكولشا (الخبز الكشميري) والبقرخاني (خبز المعجنات). وتعتبر أوراق الشاي الأخضر المستخدمة في تخمير الشاي الكشميري من مضادات الأكسدة القوية وتستخرج من نبات «الكاميليا سينينسيس»، وتساعد في منع تكون الجلطات الدموية وتحمي من السكتة الدماغية والنوبات القلبية.

بحسب الفولكلور الكشميري، يعمل شاي الظهيرة على الشعور بالإحساس بالانتعاش في الجو الحار، ويمنحك الدفء في الشتاء. وهو ليس مغذيا فحسب، لكن الأحماض الأمينية الموجودة بداخله تساعد أيضاً على تقليل التوتر والقلق.

شاي غورغور:

يحظى شاي «غورغور»، أو شاي الزبدة، بشعبية في العديد من مناطق جبال الهيمالايا، وهي أعلى سلسلة جبلية، والتي تضم مناطق «لاداك»، و«هيمكال برداش»، و«سيكيم» الهندية حيث يتغلب الناس على البرد بكوب من شاي «غورغور» الدافئ. وهذا المشروب على خلاف أنواع الشاي الهندي لا يصنع من أوراق الشاي. فهذا المشروب التقليدي عبارة عن خليط من الحليب وزبدة «آلياك» والملح وبعض النباتات المتاحة في منطقة الهيمالايا. ويحضر المكون الرئيسي من أوراق «شاتانغ» أو لحاء «اليامدال». وتختلف طريقة الصنع من منطقة لأخرى حسب الارتفاع. على سبيل المثال، يقوم الناس في «لاداخ» بإعداد النوع المركز من أوراق «شاتانغ» الطازجة التي توجد عادة في الروافد العليا من جبال الهيمالايا.

وتتميز أوراق هذا النوع من الشاي بأنها تُضفي نكهة خفية على المشروبات، وتحمي أيضاً من البرد والحمى وتساعد على تقليل انتفاخ البطن. وتتم عملية الإعداد بغلي الأوراق وتركها على نار خفيفة لسبع إلى ثماني ساعات. ثم يجري بعد ذلك تصفية السائل المركز وتخزينه لتحضير شاي «غورغور». إن إعداد المشروب عملية تتطلب الكثير من الإتقان. لذلك، عادة ما يتم تحضير السائل المركز بكميات كبيرة لتبقى ثلاثة إلى أربعة أيام. ويُصنع الخليط باستخدام زبدة آلياك عادة ولكن يمكن أيضاً إعداده من زبدة البقر. ومن المعروف أن البدو في جبال الهيمالايا يتناولون ما يقرب من 40 كوباً في اليوم!

يعتبر الناس شاي غورغور أحد أنفع أنواع الشاي الهندي كونه أحد أفضل العلاجات للجفاف والبرد. ويحتوي كل مطبخ في مدينة لادخي على ركن لاحتساء الشاي، بعضها يحوي ديكورات بلاستيكية وأخرى تضم ركنا من الخشب المنحوت بشكل رائع والنحاس المسمى “دومبو”. وعادة ما يجري تقديم الشاي في أكواب صينية أو نحاسية ضحلة تسمى «زومبات». لا يجري احتساء هذا الشاي ساخناً، ويجرى تناوله في الغالب مع خبز «تسامبا» (خبز مصنوع من الشعير المحمص). تقع لاداخ على مفترق طرق استراتيجي لطريق التجارة القديم، وهي موطن القبائل التي ترجع جذورها إلى التبت. لذلك تتأثر عاداتهم الغذائية بقوة بتقاليد الأسلاف التي نشأت في المطبخ التبتي.

ولأنه يحتوي على الكثير من الزبدة، فإن هذا الشاي يحتوي على كمية عالية من السعرات الحرارية، لذلك فهو مناسب للارتفاعات العالية. كما أنه يساعد على منع تشقق الشفاه، يمكن للمرء أن يشرب العديد من أكواب شاي غرغور في يوم واحد نظرا لعدم وجود أي آثار سلبية له.

بعد أن تعرفنا على العديد من أنواع الشاي الهندي، يمكنك تجربتها عند زيارتك للهند، كما يمكنك شراء بعض العينات وإهدائها لأصدقائك الذين يفضلون شرب الشاي في مختلف الأوقات.

مواضيع ذات صلة